ينقذ التلقيح حياة الملايين من الأشخاص. وتتمثل طريقة عمله في تحفيز الجهاز المناع وإعداده للتعرف على الفيروسات التي يستهدفها ومكافحتها. وهكذا، في حالة التعرض لاحقاً لنفس الفيروس، يكون الجسم مستعدًا لتدميره، مما يساعد على الوقاية من المرض. ولأنه يعد تدخلاً للصحة العامة بامتياز، فقد أثبت التلقيح أهميته في الحد من الوفيات والإعاقة التي تسببها العديد من الأمراض المعدية مثل الدفتيريا(الخناق) والكزاز وشلل الأطفال والسعال الديكي والحصبة... إن التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد يمثل فرصة لضمان الحماية الفردية والجماعية / الجماعاتية. يُحدث هذا اللقاح حماية خاصة ضد فيروس كورونا المستجد الذي يسبب مرض كوفيد-19، وذلك من خلال السماح لجهاز المناعة بحفظ أول اتصال بالمستضد المستعمل (antigène). وفي حالة الاتصال اللاحق بالفيروس، ستسمح سرعة التعرف وشدة الاستجابة المناعية الخاصة بمنع العدوى. إن التلقيح هو وسيلة لحماية نفسك وحماية من حولك. غير أن تحقيق المناعة الجماعية (مناعة القطيع) لن تكون ممكنة إلا إذا تم تلقيح غالبية الناس (على الأقل 80 بالمائة من الساكنة على الصعيد الوطني).
تم تأكيد سلامة وفعالية اللقاحات المعتمدة بالمغرب لحملة التلقيح ضد فيروس كورونا، وذلك من خلال النتائج الإيجابية والتجارب السريرية التي أجريت في المغرب ودول أخرى. ولهذه الغاية، تراقب هذه العملية لجنة علمية رفيعة المستوى.
تستهدف حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد المواطنين الذين تفوق أعمارهم عن 17 عامًا، وفقًا لجدول التلقيح المكون من جرعتين. تقدر نسبة الساكنة المستهدفة بـ 25 مليون نسمة. ستعطى الأولوية لبعض الفئات المستهدفة، لا سيما المهنيين العاملين في الصفوف الأمامية، ويخص الأمر، مهنيي الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن، وموظفي التربية الوطنية، وكذلك كبار السن والفئات الهشة المعرضة لخطر الفيروس، قبل أن يشمل بقية الساكنة المستهدفة
بالنسبة للقاحات التي تم اختيارها من طرف المغرب وكذلك بالنسبة لأي لقاح، تم الإبلاغ عن آثار جانبية خفيفة إلى متوسطة (ألم في موضع الحقن، طفح جلدي، صداع في الرأس، حمى خفيفة)، من طرف عدد قليل من المشاركين في التجارب السريرية بالمغرب. وأكدت النتائج الأولية أن هذه الآثار الجانبية كانت عابرة مقارنة بلقاحات أخرى من نفس النوع ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة.
اللقاح موجود حاليا بمراكز التلقيح